تقارير إسبانية: التعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل يُهدد إسبانيا وتواجدها في سبتة ومليلية المحتلتين
قالت تقارير إعلامية إسبانية، إن التطورات التي يعرفها المغرب في مجال تعزيز قدراته العسكرية في السنوات الأخيرة، يُشكل تهديدا بطريقة أو بأخرى لإسبانيا، وخاصة تواجدها في مدينتي سبتة ومليلية وباقي الجزر التي يعتبرها المغرب جميعا أراض مغربية محتلة من طرف مدريد.
وتداولت الصحافة الإسبانية في الأيام الأخيرة، على نطاق واسع، خبر شروع المغرب في بناء قاعدة عسكرية خاصة بطائرات "الدرون" في أعلى قمة جبل كوروكو القريبة من مليلية والتابعة لإقليم الناظور، مشيرة إلى أن هذه الخطوة فيها تهديد للتواجد الإسباني في مدينة مليلية، على اعتبار أن هذه القاعدة تطل على المدينة وساحلها.
وأضافت الصحافة الإسبانية في هذا السياق، أن هذه القاعدة ستحتضن الطائرات بدون طيار التي اقتناها المغرب من إسرائيل، كما ستكون قاعدة لطائرات "الدرون" الأخرى التي يعتزم المغرب الشروع في صناعتها بتعاون مع إسرائيل داخل المملكة المغربية.
وقالت التقارير الإعلامية الإسبانية، إن هذه التطورات التي لها تداعيات مباشرة على إسبانيا، ترجع بالأساس إلى التطبيع الدبلوماسي الكامل بين المغرب وإسرائيل، حيث منذ توقيع اتفاق "السلام" الثلاثي برعاية أمريكية، أصبح المغرب يحصل على أسلحة إسرائيلية متطورة، كما أن يُخطط لصناعة طائرات الدرون بمساعدة إسرائيلية.
وأشارت الصحافة الإسبانية في هذا المنحى، بأن التعاون العسكري المغربي – الإسرائيلي، يُشكل بطريقة أو أخرى تهديدا لإسبانيا، وبالأخص تواجدها في مليلية وسبتة، ولا سيما أن التحركات المغربية الأخيرة، المتمثلة في إنشاء قاعدة عسكرية جوية للدرونات بمحيط مليلية، وبناء لاقط هوائي للاتصالات والتجسس على مقربة من المدينة نفسها، تحمل تهديدات لمدريد.
هذا وكانت عدد من الصحف الإسبانية قد اتجهت في الشهور الماضية إلى ربط المواقف الأخيرة التي عبر عنها بيدرو سانشيز على المستوى الدولي، وبالخصوص بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، باحتمالية أن تنتج عنها تهديدات لإسبانيا، جراء التحالف الإسرائيلي – المغربي، في مجال التسلح.
ووفق عدد من التقارير الإعلامية الإسبانية التي اطلعت عليها "الصحيفة"، فإن مدريد تتوجس من التحالف المتزايد بين الرباط وتل أبيب في قطاع الدفاع والتسلح، خاصة بعد الإعلان عن إنشاء شركات إسرائيلية لمصنعين في المملكة المغربية لصناعة الدرونات العسكرية، إذ من المُمكن أن تساهم هذه الخطوة في إحداث تغييرات في ميزان القوة بين المغرب وإسبانيا.
وحسب المصادر ذاتها، فإن هذه التحركات التي تزيد من التحالف المغربي – الإسرائيلي، تتزامن مع خرجات دولية لبيدرو سانشيز بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ أعرب رئيس الحكومة الإسبانية في أكثر من مناسبة عن معارضته لما تقوم به إسرائيل من اعتداءات ضد المدنيين الفلسطينيين، كما أعلن عن قرب إعلان مدريد اعترافها الكامل بدولة فلسطين.
ووفق الصحافة الإسبانية، فإن العلاقات بين إسبانيا وإسرائيل ليست على ما يُرام، إذ ترفض إسرائيل التحركات التي يقوم بها بيدرو سانشيز، وهو ما قد يكون له – حسب الصحافة الإسبانية – تأثير سلبي على مدريد، في ظل التحالف المتزايد مع المملكة المغربية من طرف تل أبيب.
ولا تُخفي الصحافة الإسبانية، احتمالية أن تقوم إسرائيل بتزويد المغرب بكافة الأسلحة المتطورة، إضافة إلى دعم المغرب في مجال الصناعة العسكرية، الأمر الذي قد يجعل الرباط في موقف عسكري أقوى من مدريد، وبالتالي – من غير المستبعد حسب الصحافة الإسبانية – أن يفرض المغرب وضعا جديدا في المنطقة يُجبر من خلاله مدريد للرضوخ لمطالب الرباط في الملفات العالقة، وأبرزها ملف سبتة ومليلية المحتلتين.